تعرف على كيفية نشأة برامج التجسس الإسرائيلية المتطورة مثل Graphite من داخل الوحدة 8200، ودور شركات مثل Paragon Solutions في تصدير أدوات المراقبة الرقمية عالميًا، وسط جدل أخلاقي وقانوني.
في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، أصبحت المعلومات هدفًا استراتيجيًا في الحروب الحديثة، ما أدى إلى صعود برامج التجسس السيبراني، التي تتنافس عليها الحكومات وتطورها شركات أمنية إسرائيلية خاصة، في طليعتها خريجو الوحدة 8200.
ما هي الوحدة 8200؟
تُعد "الوحدة 8200" أكبر وحدة استخبارات إلكترونية في الجيش الإسرائيلي، وتشتهر بتطوير تقنيات متقدمة في اعتراض الاتصالات والاختراق السيبراني. خريجو هذه الوحدة يتحولون لاحقًا إلى مؤسسي شركات تجسس إلكتروني بارزة مثل:
- NSO Group
- Check Point
- Palo Alto Networks
شركة باراغون سوليوشنز وبرنامج "Graphite":
تأسست شركة Paragon Solutions عام 2019 على يد ضباط سابقين في "الوحدة 8200"، ومن أبرز منتجاتها برنامج التجسس Graphite الذي يثير جدلًا عالميًا بسبب قدراته الخارقة في اختراق الهواتف الذكية دون تفاعل المستخدم.
مميزات "غرافيت":
- اختراق صامت: لا يحتاج المستخدم للنقر على أي رابط.
- تجاوز التشفير: يمكنه الوصول إلى رسائل مشفرة.
- مراقبة كاملة: تنشيط الكاميرا والميكروفون وتتبع الموقع سرًا.
- دعم لأنظمة iOS وAndroid.
آلية عمل "Graphite":
يتألف البرنامج من وحدات متقدمة تشمل:
- وحدة توصيل تستغل ثغرات غير معروفة.
- وحدة مراقبة لتفعيل كاميرات وميكروفونات.
- وحدة دفاع ذاتي تتجنب التحليل والكشف.
الجانب القانوني والأخلاقي:
رغم أن إسرائيل تشترط موافقة وزارة الدفاع على صادرات برامج التجسس، إلا أن الرقابة تبقى شكلية، ويتم بيع هذه الأدوات لحكومات يُخشى أن تستخدمها في قمع المعارضين والصحفيين، حتى في الدول الديمقراطية.
ختاما، تحوّلت "الوحدة 8200" إلى مصنع عالمي للكفاءات السيبرانية، بينما تجسد "باراغون" و"Graphite" وجهًا جديدًا لعالم التجسس الرقمي، حيث يُباع الابتكار الأمني كسلعة تجارية تحت شعار "مكافحة الإرهاب"، رغم مخاطره الحقوقية الهائلة.
تعليقات: (0) إضافة تعليق