في خطوة تقنية مثيرة للجدل، أعلنت Google عن بدء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقدير أعمار المستخدمين بناءً على سلوكهم في البحث والمحتوى الذي يتصفحونه. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين دقة الإعلانات ونتائج البحث بما يتناسب مع الفئة العمرية للمستخدم.
كيف يعمل النظام الجديد؟
بدلاً من الاعتماد فقط على المعلومات التي يقدمها المستخدم (مثل تاريخ الميلاد)، سيقوم الذكاء الاصطناعي لدى Google بتحليل أنماط البحث، الاهتمامات، نوع المحتوى، وسلوك التصفح العام لتقدير عمر تقريبي للمستخدم. على سبيل المثال:
من يبحث كثيرًا عن "اختبارات الثانوية" أو "طريقة التقديم للجامعة" قد يُصنَّف ضمن الفئة العمرية بين 16 و20 عامًا.
في المقابل، من يهتم بـ"التمويل العقاري" أو "خطط التقاعد" قد يُدرج ضمن فئة عمرية أكبر.
لماذا هذا التغيير؟
الهدف الأساسي من هذا التحديث هو تحسين تخصيص الإعلانات والمحتوى. من خلال فهم عمر المستخدم بشكل أدق، تستطيع Google عرض نتائج بحث وإعلانات أكثر صلة وملاءمة، مما يعزز تجربة التصفح ويرفع من كفاءة الإعلانات بالنسبة للمعلنين.
مزايا النظام الجديد:
- إعلانات أكثر دقة بحسب الفئة العمرية والاهتمامات.
- نتائج بحث مخصصة تعكس احتياجات وسياق المستخدم.
- تحليل ذكي وغير تدخلي يعتمد على السلوك الرقمي بدلاً من البيانات الشخصية المباشرة.
ماذا عن الخصوصية؟
رغم الفائدة المتوقعة، أثارت هذه الخطوة بعض المخاوف حول خصوصية البيانات. وقد أكدت Google أن عملية التقدير تعتمد على بيانات مجهولة المصدر ولا يتم استخدامها لتحديد هوية المستخدم بشكل مباشر، بل يتم تحليلها في إطار شامل لتحسين جودة الخدمة.
ختاما، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقدير الأعمار، تواصل Google تطوير أساليبها في تخصيص تجربة المستخدم. وبينما تفتح هذه التقنية الباب أمام إعلانات ونتائج أكثر دقة، فإنها تثير أيضًا نقاشًا مهمًا حول حدود الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستخدم وضرورة الحفاظ على الخصوصية.
الذكاء الاصطناعي بات اليوم أكثر حضورًا في تفاصيل تجربتنا الرقمية… والسؤال هو: إلى أي مدى نرحّب به؟
تعليقات: (0) إضافة تعليق