منذ إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح البحث عبر الإنترنت باستخدام نماذج لغوية مثل ChatGPT خيارًا واعدًا للكثيرين. ولكن على الرغم من التقدّم الكبير، لا تزال التقنية تواجه تحديات جوهرية تهدد قدرتها على أن تكون بديلًا حقيقيًا لمحركات البحث التقليدية مثل Google وBing.
التقدّم: ChatGPT يتوسع في مجال التصفح عبر الويب
خدمة ChatGPT من شركة OpenAI قطعت شوطًا كبيرًا خلال الأشهر الأخيرة، خاصة مع تفعيل خاصية "التصفح عبر Bing" لمشتركي الخطط المدفوعة. الهدف واضح: جعل النموذج قادرًا على الوصول إلى أحدث المعلومات من الإنترنت والرد بشكل أكثر دقة على الأسئلة المتعلقة بالأحداث الجارية أو البيانات المتغيرة.
كما أطلقت OpenAI تحديًا عالميًا باسم "BrowseComp" لتقييم أداء الذكاء الاصطناعي في إجراء عمليات بحث فعالة، وهو ما يشير إلى التزام الشركة بتطوير هذا الجانب الحيوي من استخدام الذكاء الاصطناعي.
التحديات: بطء الأداء وضعف التفاعل مع بعض المواقع
رغم هذه التحسينات، يواجه ChatGPT صعوبات في التفاعل مع عدد كبير من المواقع الإلكترونية. إذ أن عملية البحث عبر التصفح قد تستغرق وقتًا طويلًا – من عدة ثوانٍ إلى أكثر من دقيقة – خاصة عند تحميل صفحات ثقيلة أو تلك التي تعتمد على تقنيات JavaScript المعقدة.
في كثير من الأحيان، يفشل النموذج في تحميل المحتوى الكامل أو تفسير البيانات الديناميكية بشكل صحيح، مما يؤثر على جودة الإجابة المقدّمة.
العقبات القانونية والتقنية: حرية الوصول إلى الإنترنت ليست مطلقة
واحدة من أهم التحديات التي تعيق قدرات ChatGPT في التصفح هي القيود القانونية والتقنية المفروضة من أصحاب المواقع. العديد من المواقع تستخدم ملف robots.txt لمنع الزحف الآلي، ما يعني أن ChatGPT لا يمكنه الوصول إليها أو عرض محتواها.
بالإضافة إلى ذلك، تتخذ بعض المواقع إجراءات فعالة لتعطيل محاولات التصفح التلقائي أو تطلب تسجيل دخول للوصول إلى المعلومات، مما يقيد قدرات النموذج بشكل كبير.
التوازن بين الدقة والسرعة
في حين أن التصفح المباشر يمنح ChatGPT القدرة على الاستشهاد بمصادر حديثة، إلا أن فعاليته تتأثر حاليًا بسبب البطء وضعف التغطية لبعض المواقع. كما أن الاعتماد على مصادر محدودة أو ناقصة قد يؤدي إلى تقديم معلومات غير مكتملة أو منقوصة، وهو ما يقلل من مصداقية النموذج في بعض الحالات.
هل ChatGPT جاهز ليكون محرك بحث بديلًا؟
الإجابة ليست مباشرة. من جهة، يمتلك ChatGPT أدوات لغوية قوية تتيح له تلخيص وتحليل المعلومات بطريقة أكثر "ذكاءً" من محركات البحث التقليدية. لكنه، من جهة أخرى، يعتمد بشدة على قدرة التصفح والولوج إلى مواقع خارجية – وهي مهارة لا تزال قيد التطوير وتواجه تحديات جديّة على الصعيدين التقني والقانوني.
ختاما، التصفح عبر الويب في ChatGPT يمثل تقدمًا واعدًا لكنه لا يزال محدودًا مقارنة بمحركات البحث الكلاسيكية.
البطء، عدم التوافق مع بعض المواقع، والقيود القانونية تضعف فعالية هذه الميزة.
مستقبل البحث عبر الذكاء الاصطناعي لا يزال مفتوحًا، ولكن بحاجة إلى تطويرات كبيرة على مستوى الأداء والتكامل مع الإنترنت المفتوح.
تعليقات: (0) إضافة تعليق