في تطوّر جديد يعكس حدة المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا في الصين، واجهت شركة هواوي (Huawei) اتهامات بنسخ نموذج ذكاء اصطناعي طورته شركة علي بابا (Alibaba)، وذلك بعد نشر تقرير تقني يُزعم وجود تشابه كبير بين نموذج هواوي Pangu Pro Moe ونموذج علي بابا Qwen 2.5 14B.
إلّا أن هواوي سارعت إلى نفي هذه المزاعم، مؤكدة أن نموذجها تم تطويره داخليًا دون أي اقتباس غير مشروع، وسط جدل يتصاعد حول الشفافية والملكية الفكرية في مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر.
اكتشف أيضا أمريكا وشركة هواوي.. صراع لا ينتهي
خلفية الجدل: تقرير GitHub يُشعل النقاش
البداية كانت مع تقرير نشره فريق يُدعى HonestAGI عبر منصة GitHub، تضمن تحليلًا معمّقًا يُظهر تشابهًا كبيرًا في الأداء والبنية المعمارية بين النموذجين. وذكر التقرير أن "درجة التطابق بين مخرجات النموذجين مرتفعة بدرجة غير معتادة"، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هواوي قد استندت إلى نموذج Qwen دون التصريح بذلك.
رد هواوي: لا نسخ ولا تقليد
في بيان رسمي، نفى فريق Noah's Ark Lab التابع لهواوي الاتهامات، مؤكدًا النقاط التالية:
- أن نموذج Pangu Pro Moe تم تطويره بشكل مستقل بالكامل من قبل مهندسي الشركة.
- أنه بُني على منصة شرائح Ascend المملوكة لهواوي، ويعتمد على بنية مصممة داخليًا.
- أن المشروع أُطلق كمصدر مفتوح في يونيو 2025 عبر منصة GitCode.
- أن هواوي التزمت تمامًا بشروط تراخيص البرمجيات مفتوحة المصدر.
حتى الآن، لم تكشف هواوي عن تفاصيل أعمق حول بنية النموذج أو بيانات التدريب، لكن الشركة شددت على أن تطوير النموذج لم ينطوِ على أي انتهاك قانوني أو فني.
خلفية المنافسة: الذكاء الاصطناعي الصيني يتسارع
يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه الصين سباقًا محمومًا بين شركات التقنية لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي محلية قوية، خاصة في ظل القيود الأمريكية على الشركات الصينية.
أطلقت Alibaba سلسلة نماذج Qwen لاستهداف المستخدمين عبر روبوتات الدردشة والمنتجات التفاعلية.
أما Huawei، فهي تركز على تزويد القطاع المؤسسي والحكومي بحلول ذكاء اصطناعي مبنية على البنية التحتية السحابية والشرائح الخاصة بها.
وسبق لشركات مثل DeepSeek أن طرحت نماذج منخفضة التكلفة (مثل R1) بهدف المنافسة أيضًا.
هذا التنافس يضع ضغطًا متزايدًا على الشركات لضمان الشفافية والنزاهة في أصول نماذجها، خاصةً في ظل الانفتاح على المجتمعات مفتوحة المصدر.
لماذا الاتهام مهم؟
الاتهامات مثل هذه ليست مجرد نقاش تقني، بل تمس:
- الملكية الفكرية في عالم مفتوح المصدر.
- المصداقية والسمعة التقنية لهواوي في الأسواق العالمية.
- التنظيمات الحكومية، خاصة إذا تبين وجود مخالفة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين لتعزيز استقلالها في الذكاء الاصطناعي، يُعد احترام المعايير الأخلاقية والتقنية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الثقة.
ختاما، رغم الجدل، لا توجد أدلة قاطعة حتى الآن تُثبت أن هواوي قامت فعليًا بنسخ نموذج علي بابا. لكن هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية التوثيق الشفاف في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة في بيئة تنافسية عالية الحساسية. الأيام القادمة قد تحمل مزيدًا من التفاصيل أو الردود من الشركات المعنية، وقد نشهد تغيّرات في معايير الإفصاح المفتوح التي تطبقها كبرى الشركات التقنية.
تابعونا لمزيد من أخبار التقنية والذكاء الاصطناعي من الصين والعالم.
تعليقات: (0) إضافة تعليق