في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للقلق في الأوساط الأكاديمية، كشفت تقارير حديثة عن تلاعب خطير باستخدام الذكاء الاصطناعي داخل الأوراق العلمية المنشورة. بعض الباحثين بدأوا في استغلال نماذج الذكاء الاصطناعي لإدراج تعليمات سرية أو مضللة ضمن محتوى الأبحاث، ما يهدد نزاهة العملية العلمية.
كيف تحدث هذه الخروقات؟
وفقًا للتحقيقات، يقوم بعض المستخدمين بتضمين تعليمات أو رسائل غير مرئية داخل النص العلمي، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل نماذج اللغة الكبيرة (LLMs). وتكون هذه التعليمات أحيانًا موجهة إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي الأخرى عند تحليل الورقة، أو تُستخدم كطريقة لتمرير محتوى زائف دون أن يلاحظه المراجعون.
كما تم رصد حالات استخدام صور مولدة بالذكاء الاصطناعي تظهر بتشوهات واضحة، مثل فئران غير طبيعية أو تراكيب جسدية مستحيلة، في أوراق نُشرت ضمن مجلات مرموقة مثل Frontiers قبل سحبها لاحقًا.
التحدي الأكبر: المجلات المفتوحة والمفترسة
تميل بعض المجلات إلى تسريع إجراءات النشر مقابل رسوم مالية، مع ضعف في عمليات التدقيق والمراجعة. هذا يجعلها هدفًا سهلًا لهكذا تلاعب. ما يُعرف بـ "المجلات المفترسة" أصبح بيئة خصبة لتسلل أبحاث غير موثوقة تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لأغراض غير نزيهة.
لماذا الأمر خطير؟
- ضرب مصداقية البحث العلمي: تراجع الثقة في نتائج الأبحاث يضر بسمعة المؤسسات العلمية.
- نشر معلومات مضللة: قد تنتقل هذه الأبحاث إلى وسائل الإعلام أو تُستخدم كمرجع في دراسات أخرى.
- صعوبة الكشف اليدوي: هذه التعليمات غالبًا ما تكون دقيقة ومشفرة يصعب ملاحظتها من قِبل البشر دون أدوات تقنية متخصصة.
كيف يمكن المواجهة؟
- تحديث سياسات المراجعة الأكاديمية لتشمل الكشف عن المحتوى الناتج بالذكاء الاصطناعي.
- تطوير أدوات اكتشاف التلاعب باستخدام الذكاء الاصطناعي ذاته.
- توعية الباحثين والمحررين حول أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث.
- إيقاف التعاون مع المجلات المفترسة التي لا تتبع معايير صارمة للنشر.
ختاما، مع تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الأوساط العلمية، يجب أن يتوازى ذلك مع تعزيز أخلاقيات البحث والمراقبة الدقيقة. إن التلاعب بالمحتوى العلمي ليس فقط جريمة فكرية، بل تهديد مباشر لمستقبل العلم والمعرفة.
تعليقات: (0) إضافة تعليق