في تقرير صادم صدر حديثًا، كشفت مصادر من داخل شركة الأمن السيبراني الروسية الشهيرة "كاسبرسكي" أن الشركة كانت على دراية تامة بأن مجموعة القرصنة "Careto" (المعروفة أيضًا باسم "The Mask") كانت تعمل لصالح الحكومة الإسبانية، وذلك منذ اكتشافها للمجموعة عام 2014، لكنها فضّلت عدم الكشف عن هذه المعلومات للرأي العام.
من هي مجموعة "Careto"؟
ظهرت مجموعة "Careto" لأول مرة في تقرير كاسبرسكي عام 2014، حين تم رصدها وهي تنفذ عمليات تجسس إلكتروني معقدة استهدفت أكثر من 30 دولة حول العالم، من بينها المغرب، الجزائر، ليبيا، فرنسا، المملكة المتحدة، كوبا، فنزويلا، وكولومبيا. استخدمت المجموعة أدوات متقدمة في الهجوم، واستهدفت مسؤولين حكوميين، دبلوماسيين، شركات طاقة، ومراكز أبحاث.
أدلة تشير إلى الجهة الإسبانية
رغم أن كاسبرسكي لم تكشف رسميًا عن هوية الدولة التي تقف وراء "Careto"، فإن التحليلات التقنية أشارت إلى أن اللغة الإسبانية كانت حاضرة بشكل مكثف في الشيفرة البرمجية المستخدمة، وهو ما رجّح أن تكون المجموعة مدعومة من دولة ناطقة بالإسبانية.
الصمت الاستراتيجي من كاسبرسكي
وفقًا لتقرير نشره موقع "Clubic" الفرنسي في مايو 2025، أكد موظفون سابقون في كاسبرسكي أن الشركة كانت تملك معلومات قاطعة عن ارتباط "Careto" بالحكومة الإسبانية، لكنها امتنعت عن نشر ذلك حفاظًا على علاقاتها الدولية، وتجنبًا لتأجيج الأزمات الدبلوماسية بين الدول.
تداعيات خطيرة على الثقة في شركات الأمن السيبراني
هذا الكشف يثير العديد من التساؤلات حول دور شركات الأمن السيبراني في التعامل مع الأدلة المرتبطة بأنشطة تجسس ترعاها الدول. فهل من واجبها الإفصاح عن الحقائق كاملة أمام الرأي العام؟ أم أن الاعتبارات السياسية والدبلوماسية تقيّد تحركاتها؟
ختاما، مع تزايد التهديدات السيبرانية العالمية، يصبح من الضروري تعزيز الشفافية والمساءلة داخل قطاع الأمن الرقمي. قضية "Careto" تمثل مثالًا حيًا على التداخل الخطير بين الأمن القومي والسياسة وشركات التكنولوجيا.
تعليقات: (0) إضافة تعليق