في عالم تتسارع فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لم يغب عن القراصنة الإلكترونيين (الهاكرز) توظيف هذه الأدوات القوية لتنفيذ هجمات سيبرانية متطورة. فبدل أن يكون الذكاء الاصطناعي حاميًا للأنظمة الرقمية، بات أداة فعالة تُستغل في استهداف الأفراد والمؤسسات.
الذكاء الاصطناعي كسلاح في يد الهاكرز
تسلط تقارير حديثة الضوء على كيفية استخدام أدوات مثل ChatGPT وGemini وCopilot في صياغة هجمات تصيّد، تطوير برمجيات خبيثة، وتنفيذ عمليات اختراق معقدة باستخدام تقنيات الهندسة الاجتماعية.
أبرز الاستخدامات الخبيثة:
* التصيّد الاحتيالي (Phishing):
يستخدم المخترقون روبوتات الذكاء الاصطناعي لصياغة رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية دقيقة ومقنعة، يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
* التحكم في الحسابات الشخصية:
يتم تحليل بيانات الضحايا من وسائل التواصل الاجتماعي لتقليد شخصياتهم أو انتحالها، مما يسهل إرسال رسائل إلى أصدقائهم بهدف الاحتيال أو اختراق الشبكة الاجتماعية.
* إنشاء برامج ضارة متقدمة:
انتشرت مؤخرًا أدوات مثل WormGPT وFraudGPT، وهي نماذج مدربة خصيصًا على توليد أكواد خبيثة، اكتشاف الثغرات الأمنية، وتقديم نصائح للهجمات الإلكترونية.
* الهندسة الاجتماعية المؤتمتة:
تُستخدم تقنيات التعلم الآلي لتحليل تفاعلات المستخدمين وتخصيص رسائل تهدف إلى خداعهم بشكل فعال، سواء على المنصات الاجتماعية أو عبر البريد الإلكتروني.
التحدي الأمني: فجوة تتسع مع تطور الذكاء الاصطناعي
رغم أن الشركات التقنية تضع قيودًا وسياسات لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل آمن، فإن القراصنة يطورون وسائل لتجاوز هذه الضوابط. على سبيل المثال، يمكنهم توظيف النماذج لشرح تعليمات الاختراق، أو التلاعب بالذكاء الاصطناعي لتجاوز الفلاتر الأمنية المفروضة.
كيف نحمي أنفسنا؟
- التحقق دائمًا من هوية المرسل قبل التفاعل مع أي رسالة.
- عدم الضغط على روابط مشبوهة أو تحميل ملفات من مصادر غير موثوقة.
- تحديث البرامج وتفعيل أنظمة الحماية التلقائية.
- نشر الوعي الأمني داخل المؤسسات والأسر حول التهديدات الرقمية الحديثة.
ختاما، بينما يفتح الذكاء الاصطناعي أبوابًا واسعة للابتكار، إلا أنه في الوقت ذاته يوفر أدوات جديدة بيد القراصنة. مواجهة هذه التحديات تتطلب مزيجًا من التقنية، الوعي، والتشريعات الرقمية الحديثة. المستقبل السيبراني سيكون بيد من يُجيد استخدام الذكاء الاصطناعي… أو من يعرف كيف يحمي نفسه منه.
تعليقات: (0) إضافة تعليق