في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي لاعبًا جديدًا على أرضية ملاعب كرة القدم، ليس لتسجيل الأهداف، بل لتحليل السلوك النفسي للاعبين بدقة غير مسبوقة. أندية مرموقة مثل بايرن ميونيخ وبرايتون بدأت تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل لغة الجسد وتحديد الصفات الذهنية التي يصعب قياسها بالطريقة التقليدية، مثل القيادة، ضبط النفس، والثبات تحت الضغط.
الذكاء الاصطناعي يكشف ما لا تراه العين البشرية
من خلال أدوات تحليل فيديو متقدمة، تقوم شركات مثل Inside Out Analytics، التي أسسها الباحث "غير يوردت" واللاعب السابق "ياو أمانكواه"، بدراسة آلاف اللقطات من المباريات لاستخلاص ما يُعرف بـ"السلوكيات النفسية الظاهرة". يتم تحليل ردود أفعال اللاعبين بعد الأهداف، نظراتهم، وقوفهم، وحتى طريقة تفاعلهم مع زملائهم.
هذا النوع من البيانات يتيح للأندية تقييم اللاعبين بشكل أعمق، ليس فقط بناءً على الإحصائيات البدنية أو الفنية، بل أيضًا على المؤشرات النفسية الدقيقة.
قاعدة بيانات نفسية للاعبين: أداة جديدة في التوظيف
قامت Inside Out Analytics ببناء قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من 100,000 ملاحظة سلوكية، تشمل جميع لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري النسائي الممتاز. وتسمح هذه البيانات للأندية بتحديد ما إذا كان لاعب معين يُصنف ضمن أفضل 5% من حيث السيطرة على مشاعره، أو إن كان يميل للانهيار في اللحظات الحاسمة.
بين التحليل والتطوير: لاعبون يبحثون عن تحسين أنفسهم
لا يتوقف الأمر عند الأندية، بل يستفيد اللاعبون أنفسهم من هذه التقارير. فبعضهم، كما في حالة مدافع بايرن ميونيخ، بدأوا يبحثون عن تحسين لغتهم الجسدية وتأثيرها على زملائهم في الفريق. هذا يمنحهم فرصة للعمل على جوانب لم تكن مرئية من قبل.
قد يهمك أيضا مجالات استخدام الذكاء الإصطناعي في صناعة السيارات
الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الإنسان... بل يعزز رؤيته
رغم دقة البيانات، لا تعتمد الأندية كليًا على التحليل النفسي لاتخاذ قراراتها، بل تستخدمه كعنصر إضافي بجانب الملاحظات الفنية والطبية. يقول الخبراء إن هذه المعلومات تكمّل الصورة ولا تستبدلها، وتوفر رؤية أكثر شمولًا عن كل لاعب.
مستقبل التوظيف الرياضي: سريع، دقيق، وذكي
مع تطور الأتمتة، تأمل Inside Out Analytics في تحليل عشرات الفرق في وقت واحد وتقديم تقارير محدثة بانتظام. هذا سيساعد الأندية على اكتشاف المواهب الخفية أو تفادي المخاطر في بعض التعاقدات.
خلاصة
يدخل الذكاء الاصطناعي اليوم مرحلة جديدة في عالم كرة القدم، ليس كأداة لتحليل الأداء فقط، بل كمرآة تعكس النفسية والسلوك داخل الملعب. في عالم يزداد تنافسًا، الذكاء العاطفي والذهني للاعب أصبح لا يقل أهمية عن سرعته أو دقته. والذكاء الاصطناعي، بعيونه التي لا تنام، أصبح حليفًا لا يُقدّر بثمن لكل نادٍ يبحث عن التميز.
تعليقات: (0) إضافة تعليق