تعرض البريد الفرنسي لعملية اختراق إلكتروني خطيرة أدت إلى سرقة البيانات الشخصية لأكثر من 50 ألف مستخدم، وتم عرض هذه المعلومات للبيع على شبكة دارك ويب، وهي جزء من الإنترنت المظلم الذي يُستخدم غالبًا للأنشطة غير القانونية.
وقع الحادث في 25 فبراير 2025، واستهدف موقع "إنتخاب الطوابع"، وهو موقع إلكتروني تابع للبريد الفرنسي يُنظم حدثًا سنويًا يدعو فيه الجمهور للتصويت عبر الإنترنت على الطوابع البريدية المفضلة من بين الطوابع الصادرة خلال العام السابق، مع فرصة الفوز بجوائز متنوعة.
البيانات التي تمت سرقتها تشمل معلومات حساسة مثل أسماء المستخدمين الكاملة، وعناوين بريدهم الإلكتروني، وعناوينهم البريدية الفعلية، وتواريخ ميلادهم، وأرقام هواتفهم. ومع ذلك، أكدت البريد الفرنسي أن البيانات المصرفية مثل أرقام الحسابات البنكية أو بطاقات الائتمان، وكذلك كلمات المرور، لم تتأثر بالاختراق. المهاجم، الذي يطلق على نفسه اسم "h4tr3d w0rld"، تمكن من اختراق أنظمة الموقع باستغلال ثغرة أمنية لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد.
بعد اكتشاف الاختراق، أغلق البريد الفرنسي موقع "إنتخاب الطوابع" بشكل فوري، وأصبح الموقع يعرض رسالة تقول: "عزيزي المشارك، بسبب أعمال الصيانة، موقع إنتخاب الطوابع غير متاح مؤقتًا. نعمل بجد لإعادة الخدمة في أقرب وقت ممكن. شكرًا على تفهمك." كما اتخذت الشركة الإجراءات القانونية اللازمة، حيث أبلغت اللجنة الوطنية للإعلاميات والحريات (CNIL)، وهي الهيئة الفرنسية المسؤولة عن حماية البيانات، وقدمت شكوى رسمية للسلطات للتحقيق في الحادث.
وحذرت البريد الفرنسي عملاءها، وخاصة أولئك الذين استخدموا الموقع في السنوات السابقة، من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن تسريب هذه البيانات. تشمل هذه المخاطر تعرضهم لحملات التصيد الاحتيالي (phishing)، حيث يمكن للمحتالين استخدام المعلومات المسروقة لخداع الضحايا واستدراجهم لتقديم بيانات إضافية، بالإضافة إلى الهجمات المستهدفة أو محاولات سرقة الهوية التي قد تستغل تفاصيل مثل العناوين وأرقام الهواتف.
يأتي هذا الاختراق ضمن موجة متزايدة من الهجمات الإلكترونية في فرنسا، حيث أشار تقرير من موقع الأمن السيبراني "زاتاز" في نهاية فبراير إلى أن مثل هذه الحوادث أصبحت شبه أسبوعية، مما يعكس تحديات كبيرة في مجال الأمن الرقمي. ويدعو المسؤولون إلى تعزيز الحذر والتدابير الوقائية لتجنب الوقوع ضحية لعواقب هذا التسريب.
تعليقات: (0) إضافة تعليق