نوكيا (Nokia) هي شركة فنلندية تأسست في عام 1865، وبدأت كمصنع للورق قبل أن تتوسع إلى صناعات متنوعة مثل المطاط والكابلات الكهربائية. لكنها اشتهرت عالميًا في القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين كواحدة من أكبر الشركات في صناعة الهواتف المحمولة. إليك تفاصيل عن مسيرتها في هذا المجال:
* البداية والصعود
- الدخول إلى الاتصالات: بدأت نوكيا في مجال الاتصالات في السبعينيات، وأطلقت أول هاتف محمول لها في عام 1982 تحت اسم "Mobira Senator"، وكان جهازًا ثقيلًا مصممًا للسيارات.
- النجاح الكبير: في التسعينيات، ركزت نوكيا على الهواتف المحمولة، وأصبحت رائدة عالميًا مع إطلاق أجهزة مثل Nokia 3210 (1999) وNokia 3310 (2000)، اللذين بيع منهما ملايين الوحدات بفضل متانتهما وبساطتهما وألعاب مثل "Snake".
- الهيمنة على السوق: بحلول عام 2007، كانت نوكيا تسيطر على حوالي 40% من سوق الهواتف المحمولة العالمي، متفوقة على منافسيها مثل موتورولا وإريكسون.
* الهواتف الذكية والتحديات
- نظام Symbian: اعتمدت نوكيا على نظام التشغيل "سيمبيان" (Symbian) لهواتفها الذكية، وكان ناجحًا في البداية (مثل Nokia N95). لكن مع ظهور iPhone من آبل في 2007 ونظام أندرويد من جوجل في 2008، بدأ سيمبيان يفقد قدرته التنافسية بسبب تعقيده وقلة التطبيقات مقارنة بالمنافسين.
- المنافسة الشرسة: فشلت نوكيا في مواكبة التحول نحو الشاشات اللمسية الكاملة وأنظمة التشغيل المفتوحة، مما أدى إلى تراجع حصتها السوقية.
* البيع لمايكروسوفت
- الشراكة مع مايكروسوفت: في 2011، أبرمت نوكيا صفقة مع مايكروسوفت لاستخدام نظام Windows Phone بدلاً من سيمبيان، وأطلقت سلسلة Lumia. لكن هذا التحول لم ينجح في استعادة مكانتها بسبب ضعف شعبية Windows Phone مقارنة بأندرويد وiOS.
- البيع النهائي: في 2013، باعت نوكيا قسم الهواتف المحمولة إلى مايكروسوفت مقابل 7.2 مليار دولار. مايكروسوفت حاولت استغلال العلامة التجارية "نوكيا" لكنها تخلت عن المشروع في 2016 بعد خسائر كبيرة.
* العودة المحدودة
- HMD Global: في 2016، استحوذت شركة HMD Global الفنلندية (مؤسسة من قبل موظفين سابقين في نوكيا) على حقوق استخدام العلامة التجارية "نوكيا" للهواتف. أطلقت هواتف ذكية تعمل بنظام أندرويد مثل Nokia 6 وNokia 8، لكنها لم تستعد الريادة السابقة، مركزة على السوق المتوسطة والمنخفضة التكلفة.
- الوضع الحالي: بحلول 2025، تستمر HMD Global في إنتاج هواتف نوكيا، لكن الشركة الأم (Nokia Corporation) تركز بشكل كامل على البنية التحتية للاتصالات، مثل شبكات 5G، ولم تعد تشارك مباشرة في صناعة الهواتف.
* التركيز الجديد
نوكيا اليوم هي لاعب رئيسي في مجال معدات الشبكات والاتصالات، منافسة شركات مثل هواوي وإريكسون. استثماراتها في تقنيات 5G والشبكات السحابية جعلتها تتجاوز مرحلة الهواتف لتصبح ركيزة في البنية التحتية التكنولوجية العالمية.
لماذا تراجعت؟
- بطء الاستجابة لثورة الهواتف الذكية.
- التمسك بنظام سيمبيان لفترة طويلة.
- قرارات إدارية متأخرة، مثل التحالف مع مايكروسوفت بدلاً من أندرويد في وقت مبكر.
نوكيا تبقى رمزًا لعصر الهواتف الكلاسيكية، لكن قصتها تعكس كيف يمكن للتغيرات التكنولوجية أن تعيد تشكيل مصير الشركات الكبرى.
تعليقات: (0) إضافة تعليق