"روسكومنادزور" (Roskomnadzor) هي الوكالة الفيدرالية الروسية للإشراف على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحماية البيانات، واسمها الكامل بالروسية هو "Служба по надзору в сфере связиинформационных технологий и массовых коммуникаций"، أي "الخدمة الفيدرالية للإشراف على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام الجماهيرية". تأسست في عام 2008، وتعد الجهة الرئيسية المسؤولة عن تنظيم الإنترنت ووسائل الإعلام في روسيا، وتعمل تحت إشراف وزارة الاتصالات الرقمية الروسية.
مهامها واختصاصاتها
تتولى "روسكومنادزور" مجموعة واسعة من المهام، منها:
- الرقابة على الإنترنت ووسائل الإعلام: تراقب المحتوى المنشور عبر الإنترنت، بما في ذلك المواقع الإلكترونية، وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات، للتأكد من امتثالها للقوانين الروسية.
- حظر المحتوى غير القانوني: لديها سلطة حظر المواقع والتطبيقات التي تحتوي على مواد تعتبر "محظورة"، مثل الدعاية المتطرفة، المحتوى الإباحي، أو المعلومات التي تشجع على أنشطة غير قانونية.
- إدارة السجل الموحد للموارد المحظورة: تحتفظ بقائمة رسمية للمواقع والخدمات المحظورة، وتطالب مزودي خدمة الإنترنت (ISPs) ومنصات التكنولوجيا بتنفيذ الحظر.
- تنظيم خدمات VPN والشبكات الافتراضية: تسعى للحد من استخدام شبكات VPN التي تتيح الوصول إلى محتوى محظور، كما تطالب الشركات بالامتثال لقوانينها أو مواجهة الحظر.
- حماية البيانات الشخصية: تشرف على تطبيق قانون حماية البيانات في روسيا، وتطالب الشركات الأجنبية بتخزين بيانات المستخدمين الروس داخل البلاد.
دورها في السيطرة الرقمية
"روسكومنادزور" أصبحت أداة مركزية في استراتيجية الحكومة الروسية للسيطرة على الفضاء الرقمي. تعتمد على قوانين مثل القانون رقم 149-FZ "بشأن المعلومات وتقنيات المعلومات وحماية المعلومات"، الذي يمنحها سلطة واسعة لفرض الرقابة. منذ بداية العقد الماضي، كثفت الوكالة جهودها لحظر الخدمات التي تتحدى سياسات الدولة، مثل تيليجرام في 2018 (بعد رفضها تسليم مفاتيح التشفير)، وتويتر وفيسبوك بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.
أبرز الأحداث المرتبطة بها
- حظر تيليجرام (2018): حاولت "روسكومنادزور" حظر التطبيق بسبب رفضه التعاون، مما أدى إلى حظر ملايين عناوين IP، لكن التطبيق ظل متاحًا بفضل تقنيات الالتفاف.
- مواجهة VPNs: منذ 2017، تستهدف الوكالة خدمات VPN، وأجبرت العديد من الشركات على مغادرة السوق الروسية أو مواجهة الحظر.
- حظر Cloudflare وخدمات DNS (2025): كما ورد في النص، قامت بحظر 1.5 مليون عنوان IP تابع لـ Cloudflare، مما تسبب في اضطرابات واسعة.
- الضغط على جوجل وآبل: طالبت الشركتين مرارًا بإزالة تطبيقات من متاجرهما، كما في حالة الـ47 تطبيق VPN في مارس 2025.
الانتقادات
تواجه "روسكومنادزور" اتهامات بأنها أداة للرقابة السياسية وليست مجرد هيئة تنظيمية. يرى النقاد أنها تعمل على تقييد حرية التعبير وتعزيز عزلة روسيا الرقمية عن العالم، خاصة مع مشاريع مثل "الإنترنت السيادي" (RuNet)، الذي يهدف إلى جعل الإنترنت الروسي مستقلًا وقابلاً للتحكم الكامل من الداخل.
باختصار، "روسكومنادزور" ليست مجرد وكالة تنظيمية، بل ركيزة أساسية في نظام السيطرة الرقمية الروسي، تجمع بين السلطة القانونية والتكنولوجيا لفرض رؤية الدولة على الإنترنت ووسائل الإعلام.
تعليقات: (0) إضافة تعليق