في الآونة الأخيرة، ارتفعت أصوات نقابية في بعض الدول العربية، خاصة في المغرب، تدعو إلى وقف الاعتماد على برامج وخدمات شركة مايكروسوفت في مؤسسات التكوين المهني. هذه الدعوات جاءت على خلفية احتجاجات وجدل واسع أثاره موقف الشركة من تقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة في سياق الحرب على غزة.
أسباب الدعوات النقابية:
احتجاج المهندسة ابتهال أبو السعد:
في أبريل 2025، قاطعت المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد، التي كانت تعمل في مايكروسوفت، احتفال الشركة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، متهمة إياها بالتواطؤ في دعم الجيش الإسرائيلي عبر تقنيات مثل منصة "Azure". هذا الحدث أثار تفاعلاً واسعاً ودفع النقابات للتحرك.
[ رابط فيديو دعوة ابتهال أبو السعد لمقاطعة مايكروسوفت ]
قد يهمك أيضا مايكروسوفت تفصل المهندسة أبو السعد بعد احتجاجها على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في غزة
تقارير عن الدعم العسكري:
كشفت تحقيقات صحفية، مثل تلك التي نشرتها "الغارديان" و"دروب سايت نيوز"، عن تعاون مايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي بتقديم خدمات تقنية، بما في ذلك أكثر من 19 ألف ساعة دعم هندسي بقيمة تزيد عن 10 ملايين دولار بين 2023 و2024. هذا أثار غضباً عارماً في الأوساط النقابية والتعليمية.
البدائل المحلية والأخلاقية:
ترى النقابات أن الاعتماد على مايكروسوفت يضر بالسيادة التقنية ويعزز هيمنة الشركات الأجنبية، وتدعو إلى تطوير بدائل مفتوحة المصدر أو محلية تتماشى مع القيم الأخلاقية ولا تدعم الصراعات المسلحة.
موقف النقابات:
النقابات، خاصة في قطاع التكوين المهني، طالبت بمقاطعة برامج مثل "Microsoft Office" و"Teams" وشهادات التدريب المرتبطة بها (مثل MOS)، معتبرة أن الاستمرار في استخدامها يعني دعماً غير مباشر لسياسات الشركة.
هناك دعوات لاستبدال هذه التقنيات بأنظمة مثل "Linux" أو برامج مفتوحة المصدر مثل "LibreOffice"، مع التركيز على تدريب الطلاب على مهارات تقنية مستقلة.
التأثير على مؤسسات التكوين المهني:
مؤسسات التكوين المهني تعتمد بشكل كبير على حلول مايكروسوفت للتعليم الرقمي، مثل إدارة الفصول الدراسية والتدريب عن بُعد. وقف هذا الاعتماد قد يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية وإعادة تدريب الموظفين، مما يشكل تحدياً لوجستياً.
حتى الآن، لم تتحول هذه الدعوات إلى قرارات رسمية ملزمة في معظم الدول، لكنها تلقى صدى متزايداً عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الأكاديمية. بعض النقابات أعلنت عن خطط لتنظيم ورش عمل للتوعية بمخاطر الاعتماد على مايكروسوفت وتشجيع البدائل.
تعليقات: (0) إضافة تعليق