"سيتيزن لاب" (Citizen Lab) هو مختبر بحثي متعدد التخصصات يقع في كلية "مانك" للشؤون العالمية والسياسة العامة بجامعة تورنتو في كندا. تأسس عام 2001 على يد البروفيسور رونالد دايبرت، ويركز على دراسة تقاطع تقنيات المعلومات والاتصالات مع حقوق الإنسان والأمن العالمي. يهدف المختبر إلى رصد وتحليل وتأثير ممارسة السلطة السياسية في الفضاء السيبراني من خلال أساليب بحثية متنوعة تجمع بين العلوم السياسية، القانون، علوم الحاسوب، والدراسات الإقليمية.
أهداف وأنشطة "سيتيزن لاب":
- مكافحة التجسس الرقمي: يحقق في حالات التجسس الرقمي ضد المجتمع المدني، مثل استخدام برمجيات مثل "بيغاسوس" من "مجموعة NSO" لاستهداف الصحفيين والنشطاء.
- رصد الرقابة على الإنترنت: يوثق تقنيات تصفية الإنترنت والممارسات التي تؤثر على حرية التعبير، مثل استخدام أدوات مراقبة في دول ذات سجلات ضعيفة في حقوق الإنسان.
- تحليل الخصوصية والأمان: يدرس أنظمة الخصوصية والأمان في التطبيقات الشائعة، ويكشف عن نقاط الضعف التي قد تُستغل للمراقبة.
- الشفافية والمساءلة: يفحص العلاقة بين الشركات والهيئات الحكومية فيما يتعلق بالبيانات الشخصية وأنشطة المراقبة.
إنجازات بارزة:
- كشف برمجيات التجسس: لعب دورًا رئيسيًا في الكشف عن استخدام "بيغاسوس" لمراقبة أشخاص مثل أصدقاء الصحفي جمال خاشقجي قبل مقتله عام 2018، مما سلط الضوء على دور البرمجيات في انتهاكات حقوق الإنسان.
- دعم التحقيقات الدولية: قدم دعمًا تقنيًا لتحقيقات عالمية (2020-2022) حول استخدام برمجيات التجسس ضد الصحفيين والسياسيين، بالتعاون مع "منظمة العفو الدولية".
- تأثير السياسات: أثرت تقاريره على سياسات الإنترنت في دول مثل الولايات المتحدة وكندا، وساهمت في فرض عقوبات، مثل غرامة بقيمة 2.8 مليون دولار على شركة في الإمارات لتصدير تقنيات مراقبة إلى سوريا.
نهج البحث:
يستخدم "سيتيزن لاب" نهجًا مختلطًا يشمل:
- التحقيقات التقنية (مثل التحليل الجنائي الرقمي وقياس الشبكات).
- البحث الميداني والتحليل القانوني والسياسي.
تطوير أدوات مثل "Security Planner" لمساعدة الأفراد على حماية خصوصيتهم عبر الإنترنت.
التمويل والاستقلالية:
يتلقى دعمًا من مؤسسات مثل "مؤسسة فورد"، "مؤسسة ماك آرثر"، و"مؤسسة المجتمع المفتوح"، بالإضافة إلى تبرعات تقنية من شركات مثل "VirusTotal" و"Cisco". يحرص على الحفاظ على استقلاليته كمختبر أكاديمي غير هادف للربح.
فريق العمل:
يقوده رونالد دايبرت، ويضم باحثين مثل بيل ماركزاك وسيينا أنستيس، الذين يجمعون بين الخبرات الأكاديمية والتقنية لمواجهة التهديدات السيبرانية.
أهمية العمل:
"سيتيزن لاب" لا يقتصر على البحث الأكاديمي، بل يساهم في تعزيز الوعي العام وتطوير سياسات عالمية تحمي الحقوق الرقمية، مما يجعله مرجعًا عالميًا في مكافحة المراقبة الرقمية وانتهاكات الخصوصية.
تعليقات: (0) إضافة تعليق