في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل مجتمع صانعي المحتوى، بدأت منصة يوتيوب مؤخرًا في تطبيق تغييرات تلقائية على مقاطع الفيديو القصيرة (Shorts) دون الحصول على إذن مسبق من أصحاب المحتوى. وتبرر الشركة هذا التوجه بأنه يأتي ضمن مساعيها لتحسين تجربة المشاهدة للمستخدمين، لكن كثيرين يرون في ذلك مساسًا مباشرًا بحقوق الملكية الإبداعية.
ما الذي يحدث تحديدًا؟
وفقًا لتقارير تقنية، تعمل خوارزميات يوتيوب الجديدة على تعديل بعض العناصر في فيديوهات Shorts، مثل:
- إعادة تنسيق العرض (Aspect Ratio)
- ضبط الصوت أو المؤثرات التفاعلية
- إضافة أو إزالة أجزاء صغيرة من المقطع لجعله أكثر جذبًا للمشاهد
كل هذه التغييرات تتم دون إشعار أو موافقة منشئ المحتوى، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء والقلق لدى كثير من المبدعين الذين يشعرون أن أعمالهم أصبحت خارج سيطرتهم.
ما الهدف من هذه التعديلات؟
تقول يوتيوب إن الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو:
* تحسين تجربة المستخدم النهائي من خلال تقديم محتوى أكثر توافقًا مع سلوكيات المشاهدة
* جعل مقاطع Shorts أكثر ديناميكية وتفاعلاً، بما ينعكس إيجابًا على معدلات المشاهدة والمشاركة
وترى المنصة أن هذه التغييرات التقنية تخدم في النهاية كلًا من المشاهدين وصناع المحتوى من خلال تعزيز فرص الانتشار والتفاعل.
ردود فعل متباينة من صناع المحتوى
عدد كبير من منشئي المحتوى اعتبروا هذه السياسة الجديدة تدخلاً غير مقبول في أعمالهم الإبداعية. ومن أبرز الانتقادات:
- فقدان السيطرة على الرسالة أو الأسلوب الذي يرغب المنشئ في إيصاله
- غياب الشفافية في العمليات التلقائية التي تجريها الخوارزميات
- الخوف من التأثير السلبي على جودة المحتوى أو تميّزه
بعض الأصوات طالبت يوتيوب بإتاحة خيار للمبدعين يسمح لهم بقبول أو رفض التعديلات المقترحة، احترامًا لخصوصية وحقوق منشئ المحتوى.
الجانب التقني والتجاري
من الناحية التقنية، هذه الخطوة تتماشى مع توجه عام لدى المنصات الرقمية يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تخصيص المحتوى. لكن على الصعيد التجاري، فإن تجاهل موافقة المبدعين قد يُفقد المنصة ثقة الشريحة التي تصنع المحتوى وتغذّي خوارزمياتها.
ختاما، بين تحسين تجربة المستخدم والحفاظ على حقوق صناع المحتوى، تبدو يوتيوب وكأنها تمشي على حبل مشدود. وعلى الرغم من أن التحسينات التقنية قد تعزز من تفاعل المستخدمين، إلا أن تجاهل المبدعين في هذه العملية قد يؤدي إلى عواقب عكسية.
في عالم رقمي يعتمد على الإبداع الفردي كوقود رئيسي، تبقى الشفافية والاحترام لحقوق الملكية ضروريين لبناء علاقة متوازنة بين المنصة ومجتمعها الإبداعي.
تعليقات: (0) إضافة تعليق