في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في أوساط التقنية والخصوصية الرقمية، كشفت تصريحات حديثة أن نموذج الذكاء الاصطناعي المتطور "Claude 4 Opus"، الذي تطوّره شركة Anthropic، قد يكون قادرًا على التبليغ تلقائيًا عن سلوكيات المستخدمين "غير الأخلاقية" إلى السلطات المعنية، في ظروف معينة.
تعرف أكثر على نموذج Claude كلود للذكاء الإصطناعي
ما الذي حدث بالضبط؟
سام بومان، رئيس قسم أمان وسلامة الذكاء الاصطناعي في شركة Anthropic، صرّح مؤخرًا على منصة X (تويتر سابقًا) بأن Claude 4 Opus قد يُستخدم في بيئات اختبار محددة لرصد تصرفات مشبوهة من المستخدمين، مثل الترويج لأدوية ببيانات مزيفة، وأن النموذج يمكنه إرسال بريد إلكتروني إلى الجهات المختصة في مثل هذه الحالات.
هل النموذج يبلّغ فعليًا عن المستخدمين؟
بعد موجة من ردود الفعل السلبية، أوضح بومان أن هذه الإمكانية لا توجد في الاستخدام التجاري العادي للنموذج، بل فقط في بيئات تجريبية مغلقة حيث يُعطى النموذج وصولًا إلى أدوات خارجية وتنبيهات أمنية خاصة. وقد قام بحذف التغريدات الأصلية لتجنّب سوء الفهم.
قلق متزايد بشأن الخصوصية
رغم التوضيحات، لا تزال المخاوف قائمة. إذ يرى كثيرون أن مجرد وجود فكرة التبليغ الآلي من قبل الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام ممارسات رقابية مستقبلية قد تمس بحرية التعبير وخصوصية المستخدمين، خاصةً مع ازدياد الاعتماد على هذه النماذج في الحياة اليومية.
بين السلامة والمراقبة
شركة Anthropic، التي تأسست من قبل موظفين سابقين في OpenAI، تركز على تطوير ذكاء اصطناعي آمن وأخلاقي. لكن الموازنة بين "السلامة" و"الخصوصية" تظل تحديًا حساسًا في هذا المجال، خصوصًا عندما تتعلق القرارات بخوارزميات قد تسيء تفسير نوايا البشر.
ختاما، تسلّط هذه القضية الضوء على معضلة متزايدة في عصر الذكاء الاصطناعي: كيف يمكننا تطوير أنظمة آمنة وفعّالة دون أن نُفرّط في خصوصياتنا أو نسمح بالتدخل غير المبرر في حياتنا الرقمية؟ Claude 4 Opus مجرد بداية لما قد يكون نقاشًا مستمرًا في السنوات القادمة.
تعليقات: (0) إضافة تعليق