في خطوة جديدة تعكس التحديات الجيوسياسية والتقنية المتزايدة، أعلنت شركة آبل عن شراكة استراتيجية مع عملاق التكنولوجيا الصيني علي بابا، تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المطوّرة محلياً ضمن هواتف آيفون الموجهة للسوق الصينية.
لماذا علي بابا؟
تأتي هذه الخطوة استجابةً لسياسات الحكومة الصينية التي تفرض على الشركات الأجنبية استخدام تقنيات ذكاء اصطناعي محلية تتوافق مع معايير الرقابة والتنظيم. وبحسب تصريحات رسمية، وقع اختيار آبل على نظام الذكاء الاصطناعي التابع لـ Alibaba Cloud (Tongyi Qianwen) بعد دراسة خيارات محلية متعددة.
كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي على أجهزة آيفون في الصين؟
بموجب الاتفاق، ستكون مهام الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ "Apple Intelligence" خاضعة للفلترة من قبل تقنيات علي بابا قبل أن تصل إلى المستخدم النهائي. هذا يعني أن الحكومة الصينية سيكون لديها القدرة على مراجعة المحتوى والنتائج التي يعرضها النظام، ما يثير تساؤلات حول الخصوصية وحرية المعلومات.
أيضًا، سيتم تعليق خدمات الذكاء الاصطناعي على أجهزة آبل في حال طرح تحديث جديد، حتى يتم اعتماده من الجهات المختصة في الصين، مما يضمن الامتثال الكامل للضوابط المحلية.
اعتراض من إدارة ترامب
أثارت هذه الشراكة انتقادات واسعة من الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل التوترات القائمة بين واشنطن وبكين. وأعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم من أن هذه الخطوة قد تمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، من خلال تعزيز قدرات الشركات الصينية في الذكاء الاصطناعي، وتسهيل الوصول إلى بيانات المستخدمين الأمريكيين أو تكنولوجيا حساسة.
موقف آبل بين المطرقة والسندان
تجد شركة آبل نفسها اليوم بين مطرقة الحفاظ على حصتها في السوق الصينية، التي تُعد من أكبر أسواق الهواتف الذكية في العالم، وسندان الضغوط السياسية والأمنية القادمة من الولايات المتحدة. وبينما تهدف هذه الشراكة إلى ضمان استمرارية منتجاتها في الصين، فإنها تفتح الباب أمام انتقادات حادة بشأن الخصوصية، الشفافية، والسيادة التكنولوجية.
تعليقات: (0) إضافة تعليق