في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات السيبرانية بين الجزائر والمغرب، استهدف قراصنة جزائريون نظام التقاعد في المغرب من خلال اختراق قاعدة بيانات تابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS). وفقًا لتقارير حديثة، تمكن القراصنة من الوصول إلى معلومات حساسة تتعلق بالمستفيدين من نظام التقاعد، بما في ذلك بيانات شخصية ومهنية لآلاف الأفراد.
تأتي هذه الهجمة في سياق سلسلة من الاعتداءات الإلكترونية المتبادلة بين الطرفين، حيث سبق أن شهدت مواقع حكومية ومؤسسات رسمية في كلا البلدين اختراقات متكررة. يُعتقد أن هذا الهجوم نفذته مجموعة هاكرز جزائرية تحمل اسم "جبروت"، التي أعلنت مسؤوليتها عبر قنواتها على تطبيق تلغرام، مدعية أن العملية جاءت كرد فعل على "مضايقات مغربية" لمواقع إلكترونية جزائرية.
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن القراصنة تمكنوا من تسريب وثائق تتضمن تصريحات رواتب ومعلومات تقاعدية، مما قد يعرض الأمن المالي والشخصي للمواطنين المغاربة للخطر. هذا الاختراق لم يقتصر تأثيره على الأفراد العاديين فقط، بل امتد ليشمل، حسب بعض الادعاءات غير المؤكدة على منصة X، بيانات تخص شخصيات بارزة مرتبطة بالنظام المغربي.
المغرب لم يصدر بعد بيانًا رسميًا حول الحادثة حتى تاريخ اليوم، لكن تقارير إعلامية تشير إلى أن السلطات تعمل على تقييم الأضرار واستعادة السيطرة على الأنظمة المخترقة. من جانبها، احتفت بعض الوسائل الإعلامية الجزائرية بالهجوم، معتبرة إياه "انتقامًا" رمزيًا، مما يزيد من حدة التوتر بين البلدين.
السياق الأوسع:
هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مؤسسات مغربية لهجمات سيبرانية من منشأ جزائري. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين حربًا إلكترونية ظلية، شملت اختراق مواقع حكومية، جامعات، وحتى منصات إعلامية. يُنظر إلى هذه الهجمات على أنها امتداد للخلافات السياسية، خاصة حول قضية الصحراء المغربية.
التداعيات:
- الأمن السيبراني: يسلط الحادث الضوء على ضعف الأنظمة الرقمية في المؤسسات الحكومية، مما يستدعي تعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني.
- العلاقات الثنائية: قد يؤدي هذا الاختراق إلى مزيد من التصعيد بين البلدين، خاصة إذا رد المغرب بهجمات مضادة.
- المواطنون: تعرض البيانات الشخصية للخطر قد يفتح الباب أمام عمليات احتيال أو استغلال مالي.
في الوقت الحالي، يبقى الوضع قيد المتابعة، مع ترقب لردود الفعل الرسمية وتأثير ذلك على المشهد السيبراني والسياسي في المنطقة.
تعليقات: (0) إضافة تعليق