تأثير "نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي" (AI Overviews) التي بدأت جوجل نشرها في أوروبا على تحسين محركات البحث (SEO) يمكن تفصيله كالتالي بناءً على المعلومات المقدمة والمنطق العام لكيفية عمل محركات البحث:
انخفاض النقرات على المواقع غير المذكورة في ملخصات الذكاء الاصطناعي:
مع عرض جوجل لإجابات مباشرة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في أعلى صفحة نتائج البحث، يصبح المستخدمون أقل عرضة للنقر على الروابط التقليدية إذا وجدوا الإجابة التي يبحثون عنها في الملخص. هذا يعني أن المواقع التي لا يتم الاستشهاد بها أو استخدام محتواها في هذه الملخصات قد تشهد انخفاضًا في حركة المرور العضوية (Organic Traffic).
تأثير أقوى على الاستعلامات المعلوماتية:
الاستعلامات التي تهدف إلى الحصول على معلومات مثل الأدلة (How-to Guides)، التعريفات، أو البرامج التعليمية ستتأثر بشكل أكبر. السبب هو أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تلخيص هذه المعلومات بسرعة ودقة، مما يقلل من حاجة المستخدم لزيارة المواقع الأصلية. على سبيل المثال، إذا بحث شخص عن "كيفية إصلاح هاتف محمول"، قد يقدم الملخص إجابة كافية دون الحاجة للنقر على رابط.
تأثير محدود على البحث التجاري والمعاملات:
عمليات البحث المتعلقة بالتجارة الإلكترونية (مثل "شراء هاتف جديد") أو المعاملات (مثل "تسجيل الدخول إلى موقع معين") لن تتأثر بشكل كبير. ذلك لأن هذه الأنواع من الاستعلامات تتطلب عادةً تفاعلًا مباشرًا مع المواقع (مثل الشراء أو التسجيل)، وهو ما لا يمكن لملخص الذكاء الاصطناعي توفيره بالكامل.
التحديات لأصحاب المواقع وخبراء SEO:
تغيير استراتيجيات المحتوى: سيتعين على المواقع التركيز على إنتاج محتوى فريد ومتميز قد يتم الاستشهاد به في ملخصات الذكاء الاصطناعي، أو محتوى يتجاوز مجرد تقديم إجابات بسيطة (مثل تحليلات معمقة أو تجارب شخصية).
الاعتماد على الروابط المصدر: إذا استشهدت جوجل بالموقع كمصدر في الملخص، قد يحافظ ذلك على بعض حركة المرور، لكن هذا يعتمد على مدى وضوح الاستشهاد وسلوك المستخدم.
المنافسة على المركز صفر: المركز الأول في نتائج البحث (Position 1) كان الهدف التقليدي، لكن الآن يصبح "المركز صفر" (المساحة التي تشغلها ملخصات الذكاء الاصطناعي) هو الهدف الجديد، مما يزيد التنافسية.
تأثير طويل الأمد:
مع تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، قد تصبح الملخصات أكثر دقة وشمولية، مما قد يدفع أصحاب المواقع إلى استكشاف قنوات أخرى لجذب الزوار (مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو التسويق عبر البريد الإلكتروني) بدلاً من الاعتماد الكلي على محركات البحث.
باختصار، هذا التحديث يعيد تشكيل مشهد SEO، حيث يصبح تقديم إجابات سريعة من جوجل تحديًا للمواقع المعتمدة على حركة المرور المعلوماتية، بينما يظل التأثير محدودًا على القطاعات التجارية والمعاملاتية. يتطلب الأمر تكيفًا استراتيجيًا من خبراء SEO لمواجهة هذا التغيير.
تعليقات: (0) إضافة تعليق