القائمة الرئيسية

الصفحات

التجسس الصيني.. تسخير جميع الوسائل لجمع المعلومات


يعد ‏التجسس الصيني الحديث واحدًا من أكثر الموضوعات إثارة للجدل في العلاقات الدولية اليوم، حيث تطورت أساليب الصين في جمع المعلومات بشكل كبير مع تقدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. الصين، بقيادة الحزب الشيوعي، تستخدم نهجًا شاملاً يُعرف بـ"كل المجتمع" (whole-of-society approach)، حيث تجمع بين الجهود الحكومية، الشركات الخاصة، وحتى الأفراد لتحقيق أهدافها الاستخباراتية. إليك نظرة على بعض جوانب التجسس الصيني الحديث:

التجسس السيبراني:
الصين أصبحت رائدة في استخدام الهجمات السيبرانية لسرقة الأسرار التجارية والعسكرية. على سبيل المثال، وثّقت العديد من التقارير هجمات منسوبة لمجموعات مثل "APT40" و"Mustang Panda" التي تستهدف شركات التكنولوجيا، البنية التحتية الحيوية، وحتى البيانات الشخصية في الدول الغربية.

في 2020، اتهمت الولايات المتحدة قراصنة صينيين بمحاولة سرقة بيانات متعلقة بلقاحات كوفيد-19 من شركات أمريكية، مما يظهر مدى اتساع نطاق هذه العمليات.

المعدات التكنولوجية:
شركات مثل هواوي وZPMC (شركة تصنيع الرافعات) واجهت اتهامات بتضمين تكنولوجيا تجسس في منتجاتها. على سبيل المثال، وجد تحقيق أمريكي في 2024 أن رافعات الموانئ الصينية تحتوي على أجهزة يمكن أن تُستخدم للتجسس أو تعطيل العمليات في الموانئ الأمريكية.

كما أثيرت مخاوف بشأن تطبيقات مثل تيك توك، حيث يُزعم أنها قد تُستخدم لجمع بيانات المستخدمين لصالح الحكومة الصينية.

التجسس البشري:
الصين تعتمد على شبكات واسعة من الجواسيس، بما في ذلك الطلاب والعلماء والموظفون في الشركات الأجنبية. في 2022، حُكم على ضابط مخابرات صيني يُدعى يانجون شو بالسجن 20 عامًا في الولايات المتحدة لمحاولته سرقة أسرار تجارية من شركات طيران أمريكية.

برامج "خطة المواهب" (Talent Plans) تُستخدم لتجنيد خبراء أجانب لنقل المعرفة إلى الصين، غالبًا تحت ستار التعاون الأكاديمي.

البالونات والطائرات بدون طيار:
في 2023، أثارت حادثة بالون تجسس صيني عبر الأجواء الأمريكية ضجة كبيرة. الولايات المتحدة قالت إنه كان مزودًا بأجهزة لجمع المعلومات، بينما ادعت الصين أنه كان مجرد بالون أرصاد جوية انحرف عن مساره.

كما عُثر على طائرات مسيرة تحت الماء في إندونيسيا في 2021، يُعتقد أنها صينية، مما يشير إلى استخدام تقنيات غير تقليدية للتجسس.

القوانين الداعمة:
قانون الاستخبارات الوطنية لعام 2017 يلزم الشركات والمواطنين الصينيين بمساعدة أجهزة المخابرات عند الطلب، مما يجعل كل كيان صيني تقريبًا أداة محتملة للتجسس. هذا يشمل الشركات الكبرى مثل علي بابا وتينسنت.

الأهداف الرئيسية:
تعزيز الصناعات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، والتكنولوجيا العسكرية.
تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، كما هو موضح في خطة "صنع في الصين 2025".
جمع بيانات شخصية ضخمة، مثل اختراق مكتب إدارة شؤون الموظفين الأمريكي في 2015 الذي كشف بيانات 22 مليون موظف.

ردود الفعل الدولية:
الولايات المتحدة فرضت قيودًا صارمة على الشركات الصينية، مثل حظر تصدير الرقائق المتقدمة في 2022. كما زادت التحقيقات في عمليات التجسس، حيث أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح قضية جديدة مرتبطة بالصين كل 10 ساعات تقريبًا.

دول أخرى، مثل أستراليا وكندا، شددت القوانين ضد التدخل الأجنبي، مع التركيز على الصين.

التجسس الصيني الحديث يتميز بشموليته وجرأته، مستفيدًا من التكنولوجيا المتقدمة وسياسة الدولة الداعمة.
author-img
مجلة التقنية

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق